قصيدة أوراق سوداء

أوراق سوداء
أوراق سوداء تناثرت في براري التخاذل
ثم تبعثرت ثم اشتعلت
في مقبرة الدم منذ حقبة من الكراهية
تختبئ خلف جدار وطن
وفي أطراف أشياؤهم
قطرات وهم كدرة تكاثفت
تم تساقطت فوق صوان الحقيقة
وخفافيش عمياء ترتدي أكفان رثة
تحوم فوق أطرافها
لتلعق صدأ الرماد من خوابيهم المهجورة
أنامل حجرية وأطرافها مشظوفة
تمتد لتعبث بالأسماء
وتقطف ثمار ثلج مازال فج
وتدفنه تحت رماد الخديعة والضياع
حتى تولد أعاصير من الفوضى
خناجر الفاجعة بين تلك الأوراق
تلمع كذبا وتهطل بياض الكلام
حتى تغرس نابها في عنق الصهيل
تطلق أصواتا فوق أفنان الهواء
والصدى يتكلم بأضغاث الكلام
وتخبئ ثمار الخطيئة في أوكار الشؤم
لتجعلها للغربان زاداً وطعاما
وتلعق صدأ الصمت من نعيق رغائبها
وتكتب رسائل بدموع تماسيح
خبيثة سوداء
تظهر على الورق بأثواب بيضاء
ترفع شعاراتها حد الأفق
وتحمل في مكنونها حقد وهراء
وريحها النتن قد عبق
نافذة ضيقة تجمع كائنات المساء
ورعشات الخديعة تحمل ريح البهتان
و تكمن في زوايا الرضاب
تعزف موسيقى مجروحة النغم
تصفق لها أجنحة الجنادب
وهي لا تملك إلا أنين بوم فوق الخراب
تنفخ في أنحاء النوافذ غبار الخطاب
حتى يعلو الصهيل في شهوة الدم
ليستضرم الحرائق
في أوراق الذاكرة
ويدب فيها خطى الإغواء
تتكاثر الصور خارج حدود الصحو
وتستعير أذان صماء
لعلها تجيد فن الصمت
وتصغي للكلام
ويمتد ظلها من مهجة الحلم
حتى السراب في وادي الظلمات
الذي يشبه جنون الدم
لتواري ذاك الشرخ المتقوس
في ضوء الزجاج
وهناك صرير أقلام طاهرة
تصهل بالوجع وتنزف وطن
فوق الأوراق المتآكلة
كي تعيد غربلتها إلى هودج الحق
وتمزق أقنعة الزيف العفنة
يملكها رجال رجال رجال
صامتين صابرين فوق بركان الكبت
لا يتكلمون إلا الحكمة والبلاغة
يذبحون النفاق
على ربوة العدل والحقيقة
لا يلتفتون لأقران الغواية
الطهر في منطقهم
والبراعة في محابرهم المشرعة
التي لا تنحني إلا للحق
ولا يصدحون إلا بالحق.